دراسات طويلة الأمد لتداعيات جائحة كورونا على الأسرة والمجتمع

القسم : أخبار عامة من واقع المملكة 2289
دراسات طويلة الأمد لتداعيات جائحة كورونا على الأسرة والمجتمع

دور الجهات الأسرية .. في ظل تداعيات جائحة كورونا..

د.الحليبي: من الطبيعي أن تتوالد احتياجات كبرى للإرشاد الأسري والتوجيه النفسي خلال فترة الحجر الصحي المنزلي

 

أوضح الدكتور خالد بن سعود الحليبي المدير التنفيذي لمركز بين الخبرة للبحوث والدراسات الاجتماعية الأهلي أن السعوديين في هذه اللحظات التاريخية التي تمرُّ بها البشرية، يرون اسم المملكة العربية السعودية يحلق عاليًا؛ لكونه يمثل الأنموذج الأعلى للدولة الأكثر نجاحًا على مستوى العالم في التعامل الأمثل مع جائحة كورونا الجديد، هذه الجائحة التي أثبتت قوة القطاع الحكومي وقدرته على الوقوف بصلابة للتصدي للمستجدات المفاجئة، والتخطيط الدقيق للوصول للنجاح المرتقب بتوفيق الله تعالى، وإنها لملحمة يصطف فيه القطاع الخاص، والقطاع غير الربحي، والشعب كله مع ولاة أمره، ومع القطاع الحكومي بكل وزاراته وهيئاته؛ ليقولوا جميعا في صوت واحد: كلنا رهن توجيه قيادتنا في ظل شريعتنا العظيمة، وفي وطننا العظيم.

وبين الدكتور الحليبي أن المراقب السريع لدور الجمعيات غير الربحية ربما يرى أن دورها ثانوي؛ لكون ما تخلفه مثل هذه الجائحة من آثار سلبية مركزا على الجانب الاقتصادي للأسرة، والحقيقة أن تداعيات الجائحة الاجتماعية والنفسية لا تقل عن تداعياتها المالية أهمية، فمن الطبيعي أن يشعر بعض الناس بالصدمات النفسية، ومن الطبيعي أن تتوالد احتياجات كبرى للإرشاد الأسري والتوجيه النفسي خلال فترة الحجر الصحي المنزلي، وإذا كانت كثير من الأسر استطاعت أن تحتوي الوضع الجديد بتواجد أفرادها جميعا في فترة طويلة في المنزل، فإن أسرًا أخرى فشلت في هذا الاحتواء، ومع ذلك فإن الصنف الأول أصبح في حاجة ماسة للبرامج اليومية التي تستوعب الوقت الطويل المتاح، وتستثمره بدرجة عالية في زيادة الترابط الأسري من جانب، وفي تطوير وتنمية المهارات المختلفة، كما أن الصنف الثاني من الأسر أصبحت في أمس الحاجة إلى تقديم الإرشاد لها بطرق مختلفة، دون أن يستدعي الأمر حضورها الفعلي، وذلك عن طريق الهاتف الاستشاري، ومواقع الاستشارات الإلكترونية، ومواقع التواصل التي نستثمرها الآن في لقائنا هذا، وغيرها، كما أن هذه الجمعيات لديها قواعد بيانات ضخمة للتواصل مع المواطنين والمقيمين، ومن اليسير أن توصل إليهم كافة الرسائل التوعوية الصادرة من الدولة، في هذه الاتجاهات الثلاثة كان دور الجمعيات الأسرية في المملكة.

لقد أطلقت معظم الجمعيات الأسرية ومعها عدد من مراكز الاستشارات التربوية والتعليمية كذلك، عبر حساباتها الإلكترونية، عشرات البرامج والمحاضرات التي تخدم كافة أفراد الأسرة عبر الشبكة، واستجاب لها الألوف من أسر الموطنين والمقيمين على أرض المملكة العربية السعودية، ومن أبنائنا المبتعثين والعاملين في سائر بلاد العالم، وللتمثيل فقط، فقد شارك أكثر من عشرة آلاف في خمسة أيام في برنامج (أسرة آمنة) مشاركة متفاعلة تنافس وضع الحضور الفعلي، وكانت على برامج التواصل الحديثة، وتم تقديم الدعم النفسي للمتأثرين بجائحة كورونا والمساندة المهنية، والإرشاد الأسري لكافة أفراد الأسرة، والذي شمل الاستشارات التربوية والزوجية والقانونية والنفسية والفكرية، ومن هذه الجمعيات: جمعية وقار لكبار السن، ومؤسسة تكافل للمستفيدين منها من منسوبي التعليم، وجمعية التنمية الأسرية بالأحساء، وجمعية محبة بالجبيل، وجمعية المودة بمنطقة مكة، وجمعية إرشاد بأبها، وجمعية التنمية الأسرية بتبوك، ومركز التنمية الأسرية بالدمام، وجمعية التنمية الأسرية بالجموم، ولكون الاحترازات الطبية أكثرها في الاتجاه الوقائي الإعلامي، فقد سخرت الجمعيات الأسرية جميع إمكاناتها الإعلامية لمؤازرة وزارتي الداخلية والصحة، فسعت بكل تفانٍ في نشر توجيهات الوزارتين وإيصالها للمستفيدين منها، ولكافة المطلعين على مواقعها وحساباتها، من خلال مئات التغريدات، والتوجيهات المصممة بجودة عالية، والأفلام القصيرة، والمحاضرات والبرامج الافتراضية التي كانت تلقى استجابة رائعة ومشجعة لمزيد من العطاء.

ومن أبرز المبادرات: (صرنا أقرب) من جمعية وئام بالمنطقة الشرقية، و(وليسعك بيتك) من جمعية أسرية بالأحساء، وأسرة قادرة من جمعية المودة بمنطقة مكة المكرمة، ومنصة بنك البرامج الأسرية من مركز بيت الخبرة للبحوث والدراسات الاجتماعية، إلى جانب (المسابقات): ومنها: مسابقة الحجر المنزلي من جمعية وئام للتنمية الأسرية بالمنطقة الشرقية، ومسابقة أفضل برامج الحجر المنزلي (بيوتنا جاذبة) من مركز بوح للاستشارات التربوية والتعليمية التي تابعها أكثر من 274 ألف، وتفاعل معها 1600، وأنتجت 163 فكرة لاستثمار الوقت في البيوت خلال جائحة كورونا، وكذلك مسابقة (أطفالنا تبدع) من جمعية أسرتنا في القريات، وأتوقع أن تخلق هذه البرامج والمسابقات ألوانا من الحياة المنتجة في داخل هذه الأسر، وزرع عادات رائعة، وترك عادات سيئة.

أما الأدوات والمنهجيات التي تتبعها الجمعيات الأسرية الأهلية في هذه الجائحة، فقد أصدرت عدد من الجمعيات الأسرية منهجياتها فور ظهورها في صورة أدلة احترافية، من خلال وحدات الجودة التي لديها، مثل المودة في منطقة مكة، وأسرية في الأحساء، ووئام في الدمام، وتهدف هذه الأدلة إلى: الجاهزية عند الحاجة: وضع خطط بديلة تساهم في تحقيق أهداف الجمعية في حال الطوارئ لا قدر الله ، وتحقيق رضا المستفيد ومرونة عمل الموظف: وذلك  في حال وجود طارئ، فلا تنقطع الخدمة عن المستفيد، وتوفر المرونة للموظف في مكان العمل؛ حيث يستطيع أن يعمل في أيّ مكان يرغب فيه، كالمنزل، كما أن بإمكان الشخص العمل خلال التنقل والسفر، ومرونة ساعات العمل: حيث يُمكن للشخص التمتع بجدول زمني مرن، حيث يُمكن العمل ليلًا أو نهارًا، وبالتجربة وتقديرا لهذا الظرف، أصبح العاملون في حقل العمل غير الربحي يعملون أضعاف ما كانوا يعملون سابقا، والكفاءة والفعالية: بوضع حلول (إدارة الأزمات)، كما هو حادث في هذه الأيام، لمواجهة (فايروس كارونا)، لحماية المستفيدين والموظفين وإنجاز جميع خدمات الجمعية في الوقت المحدد وبنفس الجودة، واشتملت هذه المنهجيات في مجملها على: تكوين فريق لإدارة الجائحة، والقيادة والعمل عن بعد دون أن يخل ذلك بأعمال الجمعية وواجباتها بقدر المستطاع، مع وجود أفراد من العاملين في ظروف صحية آمنة، والتحول التقني لكل العمليات الإدارية، والتزام فريق العمل أخلاقيا ومهنيا بالقيام بكافة الأعمال والإجراءات التي تحفظ حقوق المستفيدين، وتقدم الخدمة لهم عن بعد على أكمل وجه، و إيقاف كافة البرامج المباشرة، وتحويلها عن بعد، و إيقاف العمل بالبصمة، ومراجعة الخطط والبرامج وتقديم ما يناسب عن بعد، وتأجيل الباقي، ووضع خطة للعمل عن بعد وتحديد القنوات، ونشر الخطة وتدريب الموظفين، ووضع مؤشرات للإنجازات، وإصدار تقارير أسبوعية، للاطمئنان على سير العمل، وتحديد الأدوار بدقة، والمحاسبة عليها باستمرار، كل ذلك مع مراعاة الارتباطات الرسمية: ومنها: نظام العمل  الصادر من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ولائحة  تنظيم العمل المعمول بها في الجمعية، والخطة الاستراتيجية في الجمعية ودليل المؤشرات، ودليل إدارة المخاطر  العمول به في الجمعية.

أما عن أبرز الدروس المستفادة من عمل الجمعيات الأسرية الأهلية في مراحل هذه الجائحة، فقد أدركت هذه الجمعيات الحاجة الكبرى لبرامجها وما تقدمه لكافة أفراد الأسرة، مما يجعلها تضاعف جهودها في المستقبل، واتضح أن من أبرز عوامل نجاح العمل توفر برامج الكترونية تناسب طبيعة الخدمات والعمليات الإدارية في الجمعية، وتدريب جميع العاملين في الجمعية على هذه البرامج الإلكترونية، وتصميم أدلة عمل لتوضيح طريقة استخدام هذه البرامج الإلكترونية للرجوع لها، وإعلان القنوات الخاصة بخدمة المستفيد في جميع مواقع الجمعية، وتحديد ساعات العمل، كما دفعت هذه الجائحة هذه الجمعيات إلى مزيد من التخطيط بعيد المدى، وتوقع الأزمات، وأخذ الحيطة والوسائل الرسمية للجائحة لوضع الخيارات المحتملة، مع التفاؤل بانجلاء الجائحة قريبا عن وطننا وعن العالم كله، وأوصى الدكتور الحليبي للمستقبل أن تقوم المراكز البحثية الاجتماعية منذ الآن بدراسات طويلة الأمد لتداعيات مثل هذه الأزمات على الأسرة والمجتمع، من جميع الجوانب التي تؤثر في التنمية الشاملة، ولنكون أكثر استعداد لأي جائحة تطل في المستقبل لا قدر الله تعالى.

يذكر أن هذه الورقة تم تقديمها يوم الإثنين المنصرم ضمن أعمال الملتقى الافتراضي الأول على مستوى المملكة لمناقشة دور منظمات القطاع في الربحي في مواجهة فيروس كورونا، وذلك بحضور أكثر من 5 آلاف متابع ضمن سلسلة ملتقيات لمستقبل التنمية في تحت إشراف مجلس الجمعيات الأهلية، وبتنظيم عدد من الجهات الاستشارية والأسرية، وبرعاية من مؤسسة عبدالله بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية.

دور الجهات الأسرية .. في ظل تداعيات جائحة كورونا..

د.الحليبي: من الطبيعي أن تتوالد احتياجات كبرى للإرشاد الأسري والتوجيه النفسي خلال فترة الحجر الصحي المنزلي

 

أوضح الدكتور خالد بن سعود الحليبي المدير التنفيذي لمركز بين الخبرة للبحوث والدراسات الاجتماعية الأهلي أن السعوديين في هذه اللحظات التاريخية التي تمرُّ بها البشرية، يرون اسم المملكة العربية السعودية يحلق عاليًا؛ لكونه يمثل الأنموذج الأعلى للدولة الأكثر نجاحًا على مستوى العالم في التعامل الأمثل مع جائحة كورونا الجديد، هذه الجائحة التي أثبتت قوة القطاع الحكومي وقدرته على الوقوف بصلابة للتصدي للمستجدات المفاجئة، والتخطيط الدقيق للوصول للنجاح المرتقب بتوفيق الله تعالى، وإنها لملحمة يصطف فيه القطاع الخاص، والقطاع غير الربحي، والشعب كله مع ولاة أمره، ومع القطاع الحكومي بكل وزاراته وهيئاته؛ ليقولوا جميعا في صوت واحد: كلنا رهن توجيه قيادتنا في ظل شريعتنا العظيمة، وفي وطننا العظيم.

وبين الدكتور الحليبي أن المراقب السريع لدور الجمعيات غير الربحية ربما يرى أن دورها ثانوي؛ لكون ما تخلفه مثل هذه الجائحة من آثار سلبية مركزا على الجانب الاقتصادي للأسرة، والحقيقة أن تداعيات الجائحة الاجتماعية والنفسية لا تقل عن تداعياتها المالية أهمية، فمن الطبيعي أن يشعر بعض الناس بالصدمات النفسية، ومن الطبيعي أن تتوالد احتياجات كبرى للإرشاد الأسري والتوجيه النفسي خلال فترة الحجر الصحي المنزلي، وإذا كانت كثير من الأسر استطاعت أن تحتوي الوضع الجديد بتواجد أفرادها جميعا في فترة طويلة في المنزل، فإن أسرًا أخرى فشلت في هذا الاحتواء، ومع ذلك فإن الصنف الأول أصبح في حاجة ماسة للبرامج اليومية التي تستوعب الوقت الطويل المتاح، وتستثمره بدرجة عالية في زيادة الترابط الأسري من جانب، وفي تطوير وتنمية المهارات المختلفة، كما أن الصنف الثاني من الأسر أصبحت في أمس الحاجة إلى تقديم الإرشاد لها بطرق مختلفة، دون أن يستدعي الأمر حضورها الفعلي، وذلك عن طريق الهاتف الاستشاري، ومواقع الاستشارات الإلكترونية، ومواقع التواصل التي نستثمرها الآن في لقائنا هذا، وغيرها، كما أن هذه الجمعيات لديها قواعد بيانات ضخمة للتواصل مع المواطنين والمقيمين، ومن اليسير أن توصل إليهم كافة الرسائل التوعوية الصادرة من الدولة، في هذه الاتجاهات الثلاثة كان دور الجمعيات الأسرية في المملكة.

لقد أطلقت معظم الجمعيات الأسرية ومعها عدد من مراكز الاستشارات التربوية والتعليمية كذلك، عبر حساباتها الإلكترونية، عشرات البرامج والمحاضرات التي تخدم كافة أفراد الأسرة عبر الشبكة، واستجاب لها الألوف من أسر الموطنين والمقيمين على أرض المملكة العربية السعودية، ومن أبنائنا المبتعثين والعاملين في سائر بلاد العالم، وللتمثيل فقط، فقد شارك أكثر من عشرة آلاف في خمسة أيام في برنامج (أسرة آمنة) مشاركة متفاعلة تنافس وضع الحضور الفعلي، وكانت على برامج التواصل الحديثة، وتم تقديم الدعم النفسي للمتأثرين بجائحة كورونا والمساندة المهنية، والإرشاد الأسري لكافة أفراد الأسرة، والذي شمل الاستشارات التربوية والزوجية والقانونية والنفسية والفكرية، ومن هذه الجمعيات: جمعية وقار لكبار السن، ومؤسسة تكافل للمستفيدين منها من منسوبي التعليم، وجمعية التنمية الأسرية بالأحساء، وجمعية محبة بالجبيل، وجمعية المودة بمنطقة مكة، وجمعية إرشاد بأبها، وجمعية التنمية الأسرية بتبوك، ومركز التنمية الأسرية بالدمام، وجمعية التنمية الأسرية بالجموم، ولكون الاحترازات الطبية أكثرها في الاتجاه الوقائي الإعلامي، فقد سخرت الجمعيات الأسرية جميع إمكاناتها الإعلامية لمؤازرة وزارتي الداخلية والصحة، فسعت بكل تفانٍ في نشر توجيهات الوزارتين وإيصالها للمستفيدين منها، ولكافة المطلعين على مواقعها وحساباتها، من خلال مئات التغريدات، والتوجيهات المصممة بجودة عالية، والأفلام القصيرة، والمحاضرات والبرامج الافتراضية التي كانت تلقى استجابة رائعة ومشجعة لمزيد من العطاء.

ومن أبرز المبادرات: (صرنا أقرب) من جمعية وئام بالمنطقة الشرقية، و(وليسعك بيتك) من جمعية أسرية بالأحساء، وأسرة قادرة من جمعية المودة بمنطقة مكة المكرمة، ومنصة بنك البرامج الأسرية من مركز بيت الخبرة للبحوث والدراسات الاجتماعية، إلى جانب (المسابقات): ومنها: مسابقة الحجر المنزلي من جمعية وئام للتنمية الأسرية بالمنطقة الشرقية، ومسابقة أفضل برامج الحجر المنزلي (بيوتنا جاذبة) من مركز بوح للاستشارات التربوية والتعليمية التي تابعها أكثر من 274 ألف، وتفاعل معها 1600، وأنتجت 163 فكرة لاستثمار الوقت في البيوت خلال جائحة كورونا، وكذلك مسابقة (أطفالنا تبدع) من جمعية أسرتنا في القريات، وأتوقع أن تخلق هذه البرامج والمسابقات ألوانا من الحياة المنتجة في داخل هذه الأسر، وزرع عادات رائعة، وترك عادات سيئة.

أما الأدوات والمنهجيات التي تتبعها الجمعيات الأسرية الأهلية في هذه الجائحة، فقد أصدرت عدد من الجمعيات الأسرية منهجياتها فور ظهورها في صورة أدلة احترافية، من خلال وحدات الجودة التي لديها، مثل المودة في منطقة مكة، وأسرية في الأحساء، ووئام في الدمام، وتهدف هذه الأدلة إلى: الجاهزية عند الحاجة: وضع خطط بديلة تساهم في تحقيق أهداف الجمعية في حال الطوارئ لا قدر الله ، وتحقيق رضا المستفيد ومرونة عمل الموظف: وذلك  في حال وجود طارئ، فلا تنقطع الخدمة عن المستفيد، وتوفر المرونة للموظف في مكان العمل؛ حيث يستطيع أن يعمل في أيّ مكان يرغب فيه، كالمنزل، كما أن بإمكان الشخص العمل خلال التنقل والسفر، ومرونة ساعات العمل: حيث يُمكن للشخص التمتع بجدول زمني مرن، حيث يُمكن العمل ليلًا أو نهارًا، وبالتجربة وتقديرا لهذا الظرف، أصبح العاملون في حقل العمل غير الربحي يعملون أضعاف ما كانوا يعملون سابقا، والكفاءة والفعالية: بوضع حلول (إدارة الأزمات)، كما هو حادث في هذه الأيام، لمواجهة (فايروس كارونا)، لحماية المستفيدين والموظفين وإنجاز جميع خدمات الجمعية في الوقت المحدد وبنفس الجودة، واشتملت هذه المنهجيات في مجملها على: تكوين فريق لإدارة الجائحة، والقيادة والعمل عن بعد دون أن يخل ذلك بأعمال الجمعية وواجباتها بقدر المستطاع، مع وجود أفراد من العاملين في ظروف صحية آمنة، والتحول التقني لكل العمليات الإدارية، والتزام فريق العمل أخلاقيا ومهنيا بالقيام بكافة الأعمال والإجراءات التي تحفظ حقوق المستفيدين، وتقدم الخدمة لهم عن بعد على أكمل وجه، و إيقاف كافة البرامج المباشرة، وتحويلها عن بعد، و إيقاف العمل بالبصمة، ومراجعة الخطط والبرامج وتقديم ما يناسب عن بعد، وتأجيل الباقي، ووضع خطة للعمل عن بعد وتحديد القنوات، ونشر الخطة وتدريب الموظفين، ووضع مؤشرات للإنجازات، وإصدار تقارير أسبوعية، للاطمئنان على سير العمل، وتحديد الأدوار بدقة، والمحاسبة عليها باستمرار، كل ذلك مع مراعاة الارتباطات الرسمية: ومنها: نظام العمل  الصادر من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ولائحة  تنظيم العمل المعمول بها في الجمعية، والخطة الاستراتيجية في الجمعية ودليل المؤشرات، ودليل إدارة المخاطر  العمول به في الجمعية.

أما عن أبرز الدروس المستفادة من عمل الجمعيات الأسرية الأهلية في مراحل هذه الجائحة، فقد أدركت هذه الجمعيات الحاجة الكبرى لبرامجها وما تقدمه لكافة أفراد الأسرة، مما يجعلها تضاعف جهودها في المستقبل، واتضح أن من أبرز عوامل نجاح العمل توفر برامج الكترونية تناسب طبيعة الخدمات والعمليات الإدارية في الجمعية، وتدريب جميع العاملين في الجمعية على هذه البرامج الإلكترونية، وتصميم أدلة عمل لتوضيح طريقة استخدام هذه البرامج الإلكترونية للرجوع لها، وإعلان القنوات الخاصة بخدمة المستفيد في جميع مواقع الجمعية، وتحديد ساعات العمل، كما دفعت هذه الجائحة هذه الجمعيات إلى مزيد من التخطيط بعيد المدى، وتوقع الأزمات، وأخذ الحيطة والوسائل الرسمية للجائحة لوضع الخيارات المحتملة، مع التفاؤل بانجلاء الجائحة قريبا عن وطننا وعن العالم كله، وأوصى الدكتور الحليبي للمستقبل أن تقوم المراكز البحثية الاجتماعية منذ الآن بدراسات طويلة الأمد لتداعيات مثل هذه الأزمات على الأسرة والمجتمع، من جميع الجوانب التي تؤثر في التنمية الشاملة، ولنكون أكثر استعداد لأي جائحة تطل في المستقبل لا قدر الله تعالى.

يذكر أن هذه الورقة تم تقديمها يوم الإثنين المنصرم ضمن أعمال الملتقى الافتراضي الأول على مستوى المملكة لمناقشة دور منظمات القطاع في الربحي في مواجهة فيروس كورونا، وذلك بحضور أكثر من 5 آلاف متابع ضمن سلسلة ملتقيات لمستقبل التنمية في تحت إشراف مجلس الجمعيات الأهلية، وبتنظيم عدد من الجهات الاستشارية والأسرية، وبرعاية من مؤسسة عبدالله بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية.

رابط الخبر على صحيفة الوطن : https://www.alwatan.com.sa/a/1041723

 

  • img
  • img
  • img
  • img
  • img
  • img
  • img
  • img
  • img
  • img
  • img