مركز خبرة يدرب الأمهات لإعداد جيل واعد متمسك بهويته يُسهم في بناء وطنه
قام مركز بيت الخبرة للبحوث والدراسات الاجتماعية والذي تشرف عليه وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بإعداد برنامج تدريبي متكامل لتأهيل الأمهات في مجال تنمية العلاقات الوالدية، بدعم كريم من مؤسسة محمد وعبد الله إبراهيم السبيعي الخيرية، ومؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية، وذلك في ظل ما يتعرض له الكيان الأسري من تحديات تهدد تماسكه، وما قد يتعرض له الجيل الجديد للتيارات المنحرفة بسبب الانفتاح العالمي، والفوضى الإعلامية، وما يترتب على ذلك من ضرورة التأكيد على دور المرأة (الأم) ووعيها بما يحيط بها وبأسرتها، وإدراكها بأنها المحور الأسري الأساس في تربية الأولاد، والتي تواجه من خلاله ما يظهر لديهم من سلوكيات وأفكار.
وأوضح المدير التنفيذي لمركز خبرة الدكتور خالد بن سعود الحليبي أن برنامج الوالدية يهدف إلى تزويد الأمهات بالمعلومات والمهارات عالية الجودة؛ ليكنّ مربيات قادرات على إعداد جيل متمسك بقيمه الدينية والوطنية والاجتماعية، وليكون قادرًا على التعامل الصحيح والموزون مع متغيرات العصر، بحيث تستطيع الأم تحقيق النجاح التربوي، وهي تتعامل مع المراحل المختلفة للأولاد من الولادة إلى عمر: 25 عاما.
وأشار الدكتور الحليبي إلى أن البرنامج قد تم بناؤه في ضوء الدراسات التي رصدت عددًا من الانحرافات والاضطرابات السلوكية، والتي من إفرازاتها: التحرش الجنسي، والفراغ العاطفي، وضعف الوازع الديني، والفساد التقني، والعنف الأسري، والابتزاز، والتخلف الدراسي، وضعف المهارات الشخصية، مؤكدًا أن البرنامج يتطلع إلى تأهيل أمهات مؤهلات ومدربات على بناء جيل يعتز بهويته، متمسك بثوابته، قادر على التعامل السليم مع مستجدات العصر، كما يتطلع إلى تكوين أسرة تستشعر المسؤولية التربوية، على يد أم واعية، ومربية متميزة، وأب شريك شراكة كاملة.
وبيّن الدكتور الحليبي أن البرنامج معتمد في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لدى معهد التنمية الأسرية العالي النسائي بالأحساء، بعد أن أعدت حقائبه بأيدي خبراء ومختصين، وروجعت من قبل عدد من المدربين المتمرسين في المجال الأسري بالذات.
وأضاف أن محاور البرنامج تتناول: البناء العلمي للأولاد، ومهارات القراءة في المراحل المبكرة، وأسرار القيادة الوالدية ومفاتيحها، ودور الأسرة في البناء النفسي والاجتماعي، ومهارات غرس القيم، وكيفية تحقيق الانتماء لدى الأولاد، واستثمار التقنيات، والوقاية من آثارها السلبية، وبناء فريق العمل الأسري الواحد، ومهارات التعزيز الفعال، وما يتعلق ببناء صداقات الأبناء، ومنهجية التأثير والقدوة، وخصائص مرحلة المراهقة وفنون التعامل معها، وترتيب الأوليات الذاتية والأسرية، وأهمية بناء الثقة والتفويض، وإدارة الضغوط النفسية، وتلبية الاحتياجات العاطفية للفترة العمرية "19-21 سنة"، والذكاء الوجداني وأثره في التربية، ودعم خصائص الرجولة والأنوثة، وطرق تنمية العلاقة بين الأم وزوجة الابن، وفن التعامل مع الأولاد بعد زواجهم، وكل ذلك مما يجسر العلاقة بين الوالدين والأولاد ذكورا وإناثا، ويسد الثغرات التي من خلالها قد يدخل الغرباء فيخلوا بقيم النشء أو يستغلوهم أو يجيشوهم لمآربهم الخاصة.
وأشار الدكتور الحليبي إلى أن من أبرز مقومات نجاح هذا البرنامج كونه يحوي أربع دورات تطويرية تدريبية معتمدة رسميًا، إلى جانب حصول المستفيدة على الشهادات المعتمدة، ومذكرات تدريبية محكّمة، كما يتم تقديم دورات البرنامج من خلال مدربات محترفات ذوات خبرة في مجال التربية والتدريب، كما تم تعزيز البرنامج بالتطبيقات والأنشطة المصاحبة للدورات.